هذا ماجمعته بشكل مختصرلكي أقوم بتوضيحه للمعلمين في الميدان مع بعض نماذج التحضير الدروس وفق النظرية رغم تحضير الدرس عبر دليل المعلم هو مبتغى النظريه بدون تكلف
والسؤال ما هو الفرق بين النظرية السلوكية والنظرية البنائية في التدريس ؟
إن الفرق بينهما كبير !
وإن دور كل من المعلم والطالب مختلف في كلا الطريقتين!

فدور المعلم في السلوكية:
هو تهيئة بيئة التعلم لتشجيع الطلاب لتعلم السلوك المرغوب.

ودور المعلم في البنائية:
تهيئة بيئة التعلم لتجعل الطالب يبني معرفته بنفسه .

النظرية السلوكية والبنائية تنظرا إلى أهداف التعليم، والخبرات، وطرائق التدريس من نواح مختلفة:
فالنظرية السلوكية تهتم بالسلوك الظاهر للمتعلم
بينما النظرية البنائية تهتم بالعمليات المعرفية الداخلية للمتعلم.
وتظهر حقيقة هذه الفرو قات بداية من وضع الأهداف :
فالمعلم في البنائية يضع أهدافه التربوية والتعليمية في إطار عام من خلال مفاوضة اجتماعية بين المعلم والطلاب ويشعر الطالب أنه شريك في رسم الهدف .
بينما يلجأ المعلم في السلوكية إلى تجزئة الأهداف التربوية إلى أهداف سلوكية صغيرة محددة قابلة للملاحظة والقياس في نهاية الدرس وليس نهاية الفصل أو العام وبالتالي تصاغ حسب معادلة مشهورة هي:

" أن + الفعل السلوكي + التلميذ + المحتوى التعليمي (الصغير) وأحياناً شرط ومعيار الأداء "

بحيث يكون الاهتمام بالسلوك الظاهر المرغوب من المتعلم كمستجيب فقط للموقف التعليمي الذي يمر به
وهذا ما يفقد الطالب التفكير ويقوده للحفظ حتى يتمكن من إخراج المعلومة كما أُدخلت في عقله .
بينما تركز البنائية على العمليات العقلية الداخلية التي تحدث في عقل المتعلم بحيث يربط بين المعرفة السابقة واللاحقة لبناء تعلم ذي معنى .
بمعنى أن النظرية البنائية :تقول بأن التعلم الحقيقي لن يتم بناء على ما سمعه المتعلم حتى ولو حفظه وكرره أمام المعلم .. بل إن المتعلم يبني معلوماته داخليا متأثرا بالبيئة المحيطة به والمجتمع واللغة وأن لكل متعلم طريقة وخصوصية في فهم المعلومة وليس بالضرورة أن تكون كما يريد المعلم …
إذن فانهماك المعلم في إرسال المعلومات للمتعلم وتأكيدها وتكرارها لن يكون مجديا في بناء المعلومة كما يريدها في عقل المتعلم
فالمطلوب من المعلم إذن التركيز على ( تهيئة بيئة التعلم ) و ( المساعدة في الوصول لمصادر التعلم ) وتعتمد غالباً على مواجهة التلاميذ بموقف مشكل حقيقي، يحاول إيجاد حلول له من خلال البحث والتنقيب ومن خلال المفاوضة الاجتماعية للحلول.

فالتعلم هو ما يحدث بعد وصول المعلومات إلى المتعلم الذي يقوم بصناعة المعنى الشخصي الذاتي الناتج عن المعرفة وليس الاكتفاء فقط بوصول المعلومات .
والتقويم هنا يتسم بالاستمرارية و الواقعية و الانتقائية ، واستخدام ملفات تقييم الأداء لتوثق تطور النمو في القدرات والسلوكيات والمهارات والاتجاهات لدى المتعلمين، خلال الفصل الدراسي أو سنوات الدراسة .
ظهرت النظرية البنائية تزامناً مع تطور المناهج الدراسية الجديدة
التي بنيت على النظرية البنائية
ولا نستطيع أن نقول النظرية البنائية أفضل أو السلوكية أفضل
ولكن تعتبر الطريقة البنائية أفضل من السلوكية في تدريس المناهج المطورة الحديثة

ولكن مشكلة التدريس بالطريقة البنائية تحتاج إلى معلم يجيد تطبيقها
وإلى توفر العديد من الوسائل التعليمية المساعدة في شرح الدروس ..

فعملية التدريس بالطريقة البنائية هادفة ومريحة للمعلم فدور المعلم فيها موجه ومرشد للطالب
فما عليه إلا أن يوجههم نحو تحقيق الأهداف ونحو البحث عن المعرفة بأنفسهم وهي في المقابل مجهده للطالب حيث تجعله مشتغل في المدرسة داخل "حجرة الدراسة" وكذلك عندما يعود للمنزل
وسوف تكون الفائدة التي تعود على الطالب كبيرة.ولكن الحقيقة لازال الكثير من معلمينا ومعلماتنا
يتبعون المدرسة السلوكية في شرحهم للدروس فنجد الطلبة منصتين في الحصة وفي أخر زمن الحصة يخرجون كتبهم و الدفاتر ويقومون بنقل الملخص السبوري
ويطالبهم المعلم بحفظ التعاريف العريضة والقوانين الهامة وعلى ما تم تدريبهم من مسائل حلها لهم بنفسه..
وفي الأخير يخرج لنا جيل لا يستطيع التفكير وما تلك المعلومة التي تعلموهاإلا لأجل اجتياز الاختبار .
أخيراً نعذر ذلك المعلم

فعملية الانتقال من السلوكية إلى البنائية ليست سهلة
فهم يحتاجون إلى إلمام عميق باستراتيجيات التدريس المعتمدة على النظرية البنائية..
وجديه منهم في إعدادهم الكتابي والابتعاد عن الإعداد المنسوخ الذي يحتوي على أفعال سلوكيه
ولا يناسب مع المناهج المطورة ..

وإذا استمر الوضع كما هو فسوف نردد بعض سنوات إن المناهج المطورة فاشلة
مثل ما حكمنا على التقويم المستمر والكثير من المشاريع ..
والسبب عدم كفاية تدريب منهم في الميدان التدريب الصحيح ..
لذا علينا أن نطور أنفسنا وننسى الماضي لكي نلحق بركب الدول المتقدمة وبالله نستعين

المناهج الجديدة مبنية بالطريقة البنائية
وهي إن الطالب هو الذي يبني المعرفة بنفسه ويمارس مهارات التفكير
فصيغة الأهداف الموجودة في مناهجنا الحالية هي أهداف غير سلوكية!
فالتكنولوجيا في تطور والعلوم العسكرية تطورت والطب تطور فالعمليات الجراحية تغيرات من سنتيمترات إلى ثقب أو سطحية
فهل نلحق بركب تطور المجالات الأخرى وتقدم الدول أم نبقى على وضعنا ناس تسير بسياراتهم على الإسفلت وناس تسير بسياراتهم على الرمال!
فالواجب على المعلم أن يحقق أهداف الدرس وكذلك يستوعب المفاهيم العلمية .
والسؤال :
هل نركز على ما يحدث من عمليات داخل عقل الطالب
أو ما نشاهده من مستجيب فقط ويكون اهتمامنا بالسلوك الظاهري لدى الطالب !
مفهوم التدريس من منظور البنائية:عملية تنظيم لمواقف التعلم في غرفة الصف بما يمكن المتعلم من بناء معرفته بنفسه مع توجيه وإرشاد من قبل المعلم.
ومبادئ التعلم من وجهة نظر البنائية هي كالتالي :
1- التعلم عملية نشطة ،ويستخدم فيها المتعلم مدخلاته الحسية،ويبني معنى من خلالها.
2- تعد الأنشطة والتجارب العملية ضرورية للتعلم ، وبخاصة للأطفال ، ولكنها ليست كافية فنحن نحتاج إلى أنشطة تحرك العقل بالإضافة إلى اليد
3- التعلم نشاط اجتماعي يرتبط باتصال الفرد مع الآخرين :المعلم ،والأقران،والعائلة بالإضافة إلى الأصدقاء .
4- المعرفة السابقة ضرورية لحدوث التعلم ، ومن المستبعد إدماج المعرفة الجديدة دون امتلاك بناء سابق يبنى عليه التعلم .
5- الدافعية هي المكون الرئيسي للتعلم ، فالتعلم استخدام المعرفة من خلال هذا الدافع وليس اكتسابها فقط .

نلاحظ أن مبادئ البنائية على أن يستخدم المعلم استراتيجيات التدريس التي تفعل دور المتعلم

صدقوني أخواني التدريس وفق المنحى البنائي مريح جداً للمعلم
ومجهد للمتعلم بمعنى الطالب فعلاً يشتغل داخل الصف وفي المنزل ولكن الفائدة التي تعود عليه كبيرة
أخي الموضوع ليس بالسهولة أن ينتقل من فلسفة السلوكية إلى البنائية خلال يوم أو يومين
هذا يحتاج إلمام باستراتيجيات التدريس المرتكزة على النظرية البنائية، وهي كثيرة جدا